وقال أبو عبيد: حدثنا معاذ، عن ابن عون، عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، قال: إذا حدثت عن الله فقف، حتى تنظر ما قبله وما بعده (٧).
حدثنا هُشَيْم، عن مُغيرة، عن إبراهيم، قال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه (٨).
وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السَّفْر، قال: قال الشعبي: والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله عز وجل (٩).
وقال أبو عبيد: حدثنا هشيم، حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، قال: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله (١٠).
فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعًا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما

(١) رواه الطبري في تفسيره (١/ ٨٧) وابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٥١١) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (١/ ٨٦) عن العباس بن الوليد عن أبيه عن ابن شوذب به.
(٣) تفسير الطبري (١/ ٨٥).
(٤) فضائل القرآن (ص ٢٢٩).
(٥) في جـ: "نزل".
(٦) رواه الطبري في تفسيره (١/ ٨٦) من طريق ابن علية عن أيوب وابن عون به.
(٧) فضائل القرآن (ص ٢٢٩).
(٨) فضائل القرآن (ص ٢٢٩) ورواه أبو نعيم (٤/ ٢٢٢) من طريق جرير عن المغيرة به.
(٩) رواه الطبري في تفسيره (١/ ٨٧) من طريق سعيد بن عامر عن شعبة به.
(١٠) فضائل القرآن (ص ٢٢٩).
سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: ﴿ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران: ١٨٧]، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: "من سئل عن علم فكتمه، ألْجِم يوم القيامة بلجام من نار" (١).
١٨@@@


الصفحة التالية
Icon