ثم قال البخاري: ذكر كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم. وأورد فيه من حديث الزهري، عن ابن السباق، عن زيد ابن ثابت، أن أبا بكر الصديق قال له: وكنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ وذكر نحو ما تقدم في (٤) جمعه للقرآن (٥) وقد تقدم، وأورد حديث زيد بن ثابت في نزول: ﴿ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ﴾ [النساء: ٩٥] (٦) وسيأتي الكلام عليه في سورة النساء إن شاء الله تعالى، ولم يذكر البخاري أحدًا من الكتّاب في هذا الباب سوى زيد بن ثابت، وهذا عجب، وكأنه لم يقع له حديث يورده سوى هذا، والله أعلم.
وموضع هذا في كتاب السيرة عند ذكر كتَّابه عليه السلام.
ثم قال البخاري، رحمه الله:

(١) فضائل القرآن (ص ٢٣٧- ٢٤٣).
(٢) المصاحف (ص ١٤٥- ١٧٦).
(٣) في ط، جـ: "فكثر".
(٤) في جـ: "من".
(٥) صحيح البخاري برقم (٤٩٨٩).
(٦) صحيح البخاري برقم (٤٩٩٠).
أنزل القرآن على سبعة أحرف
حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله؛ أن عبد الله بن عباس حدثه: أن رسول الله ﷺ قال: " أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف " (١).
وقد رواه -أيضًا-في بدء الخلق، ومسلم من حديث يونس، ومسلم -أيضا-من حديث معمر، كلاهما عن الزهري بنحوه (٢) ورواه ابن جرير من حديث الزهري به (٣) ثم قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام.
__________
(١) صحيح البخاري برقم (٤٩٩١).
(٢) في جـ: "نحوه".
(٣) صحيح البخاري برقم (٣٢١٩) وصحيح مسلم برقم (٨١٩) وتفسير الطبري (١/ ٢٩).
وهذا مبسوط في الحديث الذي رواه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال:
٤٨@@@


الصفحة التالية
Icon