يُتَجَاوَز عَنْ سَيِّئَاتهمْ إِنْ كَانَ لَهُمْ سَيِّئَات وَيُجْزَوْنَ الْحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة إِلَى مَا يَشَاء اللَّه تَعَالَى مِنْ التَّضْعِيف.
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (٤٠)
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ
يَقُول تَعَالَى مُخَاطِبًا لِلنَّاسِ " إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَاب الْأَلِيم وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ثُمَّ اِسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ عِبَاده الْمُخْلَصِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَالْعَصْر إِنَّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات " وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان فِي أَحْسَن تَقْوِيم ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَل سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات " وَقَالَ تَعَالَى " وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدهَا كَانَ عَلَى رَبّك حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اِتَّقُوا وَنَذَر الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا " وَقَالَ تَعَالَى " كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة إِلَّا أَصْحَاب الْيَمِين " وَلِهَذَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا هَهُنَا " إِلَّا عِبَاد اللَّه الْمُخْلَصِينَ " أَيْ لَيْسُوا يَذُوقُونَ الْعَذَاب الْأَلِيم وَلَا يُنَاقَشُونَ فِي الْحِسَاب بَلْ يُتَجَاوَز عَنْ سَيِّئَاتهمْ إِنْ كَانَ لَهُمْ سَيِّئَات وَيُجْزَوْنَ الْحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة إِلَى مَا يَشَاء اللَّه تَعَالَى مِنْ التَّضْعِيف.
أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١)
أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ
قَوْله جَلَّ وَعَلَا " أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْق مَعْلُوم " قَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ يَعْنِي الْجَنَّة ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى " فَوَاكِه " أَيْ مُتَنَوِّعَة " وَهُمْ مُكْرَمُونَ " أَيْ يُخْدَمُونَ وَيُرَفَّهُونَ وَيُنَعَّمُونَ.
فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢)
فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ
قَوْله جَلَّ وَعَلَا " أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْق مَعْلُوم " قَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ يَعْنِي الْجَنَّة ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى " فَوَاكِه " أَيْ مُتَنَوِّعَة " وَهُمْ مُكْرَمُونَ " أَيْ يُخْدَمُونَ وَيُرَفَّهُونَ وَيُنَعَّمُونَ.
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣)
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
قَالَ مُجَاهِد لَا يَنْظُر بَعْضهمْ إِلَى قَفَا بَعْض وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْدَك الْقَزْوِينِيّ حَدَّثَنَا حَسَّان بْن حَسَّان حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بِشْر حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مَعِين حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ عَنْ سَعِيد بْن شُرَحْبِيل عَنْ زَيْد بْن أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَة " عَلَى سُرَر مُتَقَابِلِينَ " يَنْظُر بَعْضهمْ إِلَى بَعْض " حَدِيث غَرِيب.
عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٤)
عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ
قَالَ مُجَاهِد لَا يَنْظُر بَعْضهمْ إِلَى قَفَا بَعْض وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْدَك الْقَزْوِينِيّ حَدَّثَنَا حَسَّان بْن حَسَّان حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بِشْر حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مَعِين حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ عَنْ سَعِيد بْن شُرَحْبِيل عَنْ زَيْد بْن أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَة " عَلَى سُرَر مُتَقَابِلِينَ " يَنْظُر بَعْضهمْ إِلَى بَعْض " حَدِيث غَرِيب.
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥)
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ
قَوْله تَعَالَى " يُطَاف عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضَاء لَذَّة لِلشَّارِبِينَ لَا فِيهَا غَوْل وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ " كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " يَطُوف عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ " نَزَّهَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى خَمْر الْجَنَّة عَنْ الْآفَات الَّتِي فِي خَمْر الدُّنْيَا مِنْ صُدَاع الرَّأْس وَوَجَع الْبَطْن وَهُوَ الْغَوْل وَذَهَابهَا بِالْعَقْلِ جُمْلَة فَقَالَ تَعَالَى هَهُنَا " يُطَاف عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِين " أَيْ بِخَمْرٍ مِنْ أَنْهَار جَارِيَة لَا يَخَافُونَ اِنْقِطَاعهَا وَلَا فَرَاغهَ
١٧@@@