٥@@@
سورة آل عمران
الم (١)
الم
وَصَدْرُهَا إِلَى ثَلَاث وَثَمَانِينَ آيَة مِنْهَا نَزَلَ فِي وَفْد نَجْرَان وَكَانَ قُدُومهمْ فِي سَنَة تِسْع مِنْ الْهِجْرَة كَمَا سَيَأْتِي بَيَان ذَلِكَ عِنْد تَفْسِير آيَة الْمُبَاهَلَة مِنْهَا إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا وَرَدَ مِنْ فَضْلهَا مَعَ سُورَة الْبَقَرَة أَوَّل الْبَقَرَة.
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)
قَدْ ذَكَرْنَا الْحَدِيث الْوَارِد فِي أَنَّ اِسْم اللَّه الْأَعْظَم فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ " اللَّه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ الْقَيُّوم " وَ " الم اللَّه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ الْقَيُّوم " عِنْد تَفْسِير آيَة الْكُرْسِيّ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى قَوْله " الم " فِي أَوَّل سُورَة الْبَقَرَة بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته وَتَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى قَوْله " اللَّه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ الْقَيُّوم " فِي تَفْسِير آيَة الْكُرْسِيّ.
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣)
وَقَوْله تَعَالَى " نَزَّلَ عَلَيْك الْكِتَاب بِالْحَقِّ " يَعْنِي نَزَّلَ عَلَيْك الْقُرْآن يَا مُحَمَّد بِالْحَقِّ أَيْ لَا شَكّ فِيهِ وَلَا رَيْب بَلْ هُوَ مُنَزَّل مِنْ عِنْد اللَّه أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَة يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا وَقَوْله " مُصَدِّقًا لِمَا بَيْن يَدَيْهِ " أَيْ مِنْ الْكُتُب الْمُنَزَّلَة قَبْله مِنْ السَّمَاء عَلَى عِبَاد اللَّه وَالْأَنْبِيَاء فَهِيَ تُصَدِّقهُ بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ وَبَشَّرَتْ فِي قَدِيم الزَّمَان وَهُوَ يُصَدِّقهَا لِأَنَّهُ طَابَق مَا أَخْبَرَتْ بِهِ
٦@@@