عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
يُنْكِر تَعَالَى عَلَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ عَبَدُوا مَعَ اللَّه غَيْره ظَانِّينَ أَنَّ تِلْكَ الْآلِهَة تَنْفَعهُمْ شَفَاعَتهَا عِنْد اللَّه فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهَا لَا تَضُرّ وَلَا تَنْفَع وَلَا تَمْلِك شَيْئًا وَلَا يَقَع شَيْء مِمَّا يَزْعُمُونَ فِيهَا وَلَا يَكُون هَذَا أَبَدًا وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّه بِمَا لَا يَعْلَم فِي السَّمَوَات وَلَا فِي الْأَرْض " وَقَالَ اِبْن جَرِير : مَعْنَاهُ أَتُخْبِرُونَ اللَّه بِمَا لَا يَكُون فِي السَّمَوَات وَلَا فِي الْأَرْض ؟ ثُمَّ نَزَّهَ نَفْسه الْكَرِيمَة عَنْ شِرْكهمْ وَكُفْرهمْ فَقَالَ " سُبْحَانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ".
وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩)
وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ هَذَا الشِّرْك حَادِث لِلنَّاسِ كَائِن بَعْد أَنْ لَمْ يَكُنْ وَأَنَّ النَّاس كُلّهمْ كَانُوا عَلَى دِين وَاحِد وَهُوَ الْإِسْلَام.
قَالَ اِبْن عَبَّاس : كَانَ بَيْن آدَم وَنُوحَ عَشْرَة قُرُون كُلّهمْ عَلَى الْإِسْلَام ثُمَّ وَقَعَ الِاخْتِلَاف بَيْن النَّاس وَعُبِدَتْ الْأَصْنَام وَالْأَنْدَاد وَالْأَوْثَان فَبَعَثَ اللَّه الرُّسُل بِآيَاتِهِ وَبَيِّنَاته وَحُجَجه الْبَالِغَة وَبَرَاهِينه الدَّامِغَة " لِيَهْلِك مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَة وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة " وَقَوْله " وَلَوْلَا كَلِمَة سَبَقَتْ مِنْ رَبّك " الْآيَة أَيْ لَوْلَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ اللَّه تَعَالَى أَنَّهُ لَا يُعَذِّب أَحَدًا إِلَّا بَعْد قِيَام الْحُجَّة عَلَيْهِ وَأَنَّهُ قَدْ أَجَّلَ الْخَلْق إِلَى
٣٤٧@@@


الصفحة التالية
Icon