يُؤْمِن بِي إِلَّا دَخَلَ النَّار" وَأَمَّا أُمَّة الِاتِّبَاع فَهُمْ الْمُصَدِّقُونَ لِلرُّسُلِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " كُنْتُمْ خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ " وَفِي الصَّحِيح " فَأَقُول أُمَّتِي أُمَّتِي " وَتُسْتَعْمَل الْأُمَّة فِي الْفِرْقَة وَالطَّائِقَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَمِنْ قَوْم مُوسَى أُمَّة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ " وَكَقَوْلِهِ " مِنْ أَهْل الْكِتَاب أُمَّة قَائِمَة " الْآيَة.
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (٩)
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ الْإِنْسَان وَمَا فِيهِ مِنْ الصِّفَات الذَّمِيمَة إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّه مِنْ عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ إِذَا أَصَابَتْهُ شِدَّة بَعْد نِعْمَة حَصَلَ لَهُ يَأْس وَقُنُوط مِنْ الْخَيْر بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُسْتَقْبَل وَكُفْر وَجُحُود لِمَاضِي الْحَال كَأَنَّهُ لَمْ يَرَ خَيْرًا وَلَمْ يَرْجُ بَعْد ذَلِكَ فَرَجًا.
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠)
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ
وَهَكَذَا إِنْ أَصَابَتْهُ نِعْمَة بَعْد نِقْمَة " لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَات عَنِّي " أَيْ يَقُول مَا يَنَالنِي بَعْد هَذَا ضَيْم وَلَا سُوء " إِنَّهُ لَفَرِح فَخُور " أَيْ فَرِح بِمَا فِي يَده بَطِر فَخُور عَلَى غَيْره.
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١)
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
قَالَ اللَّه تَعَالَى " إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا " أَيْ عَلَى الشَّدَائِد وَالْمَكَارِه " وَعَمِلُوا الصَّالِحَات" أَيْ فِي الرَّخَاء وَالْعَافِيَة " أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَة " أَيْ بِمَا يُصِيبهُمْ مِنْ الضَّرَّاء " وَأَجْر كَبِير " بِمَا أَسْلَفُوهُ فِي زَمَن الرَّخَاء كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث "
٤٢١@@@


الصفحة التالية
Icon