السَّمَاء " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَمَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ أَيْ عَذَابًا مِنْ السَّمَاء وَالظَّاهِر أَنَّهُ مَطَر عَظِيم مُزْعِج يُقْلِع زَرْعهَا وَأَشْجَارهَا وَلِهَذَا قَالَ " فَتُصْبِح صَعِيدًا زَلَقًا " أَيْ بَلْقَعًا تُرَابًا أَمْلَس لَا يَثْبُت فِيهِ قَدَم وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : كَالْجُرُزِ الَّذِي لَا يُنْبِت شَيْئً.
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (٤١)
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا
" وَقَوْله :" أَوْ يُصْبِح مَاؤُهَا غَوْرًا " أَيْ غَائِرًا فِي الْأَرْض وَهُوَ ضِدّ النَّابِع الَّذِي يَطْلُب وَجْه الْأَرْض فَالْغَائِر يَطْلُب أَسْفَلهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين " أَيْ جَارٍ وَسَائِجٍ وَقَالَ هَاهُنَا " أَوْ يُصْبِح مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيع لَهُ طَلَبًا " وَالْغَوْر مَصْدَر بِمَعْنَى غَائِر وَهُوَ أَبْلَغ مِنْهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِر :

تَظَلّ جِيَاده نَوْحًا عَلَيْهِ تُقَلِّدهُ أَعِنَّتهَا صُفُوفًا
بِمَعْنَى نَائِحَات عَلَيْهِ.
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (٤٢)
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي
يَقُول تَعَالَى " وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ " بِأَمْوَالِهِ أَوْ بِثِمَارِهِ عَلَى الْقَوْل الْآخَر وَالْمَقْصُود أَنَّهُ وَقَعَ بِهَذَا الْكَافِر مَا كَانَ يَحْذَر مِمَّا خَوَّفَهُ بِهِ الْمُؤْمِن مِنْ إِرْسَال الْحُسْبَان عَلَى جَنَّته الَّتِي اِغْتَرَّ بِهَا وَأَلْهَتْهُ عَنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " فَأَصْبَحَ يُقَلِّب كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا " وَقَالَ قَتَادَة يُصَفِّق كَفَّيْهِ مُتَأَسِّفًا مُتَلَهِّفًا عَلَى الْأَمْوَال الَّتِي أَذْهَبَهَا عَلَيْهَا " وَيَقُول يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِك بِرَبِّي أَحَدًا.
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (٤٣)
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَة " أَيْ عَشِيرَة أَوْ وَلَد كَمَا اِفْتَخَرَ بِهِمْ وَاسْتَعَزَّ " يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُون اللَّه وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ الْوَلَايَة لِلَّهِ الْحَقّ " اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء هَاهُنَا فَمِنْهُمْ مَنْ يَقِف عَلَى قَوْله " وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ " أَيْ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِن الَّذِي حَلَّ بِهِ عَذَاب اللَّه فَلَا مُنْقِذ لَهُ مِنْهُ.
هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (٤٤)
هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا
وَيَبْتَدِئ بِقَوْلِهِ :" الْوَلَايَة لِلَّهِ الْحَقّ " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقِف
١٤١@@@


الصفحة التالية
Icon