نال الأمن فيها، والسلامة من آفاتها، وإن قصد بها الآخرة جمع بين الحظين، وأحرز بها السادة فى الدارين
والطبقه الثانيه : الذين ضموا إلى القول باللسان الإعتقاد بالقلب على سبيل التقليد.
وأعلم أن الإعتقاد لا يكون علماً، لأن العقد ضد الإنحلال والإنشراح. والعلم عبارة عن إنشراح الصدر : قال تعالى :(أفمن شرح الله صدره للإسلام ) فثبت أن صاحب التقليد لا يكون عالماً ولا عارفاً، وهل يكون مسلماً ؟
فيه الخلاف المشهور بين الأئمه، والله أعلم.
الطبقة الثالثة :
الذين ضموا إلى الإعتقاد بالقلب معرفة الدلائل الإقناعية القويه لذلك الإعتقاد إلا أن تلك الدلائل برهانية يقينية، بل إقناعية ظنية
الطبقة الرابعة :
الذين سلموا وأثبتوا تلك العقائد بالدلائل القطعية، والبراهين اليقينية، إلا أنهم لا يكونون من أرباب المشاهدات والمكاشفات ولا من أصحاب مطالعة الآيات
ثم أعلم أن الإقرار باللسان درجة واحدة، وأما الإعتقاد بالقلب فله درجات مختلفة بحسب قوة الإعتقاد وضعفه، ودوامه وعدم دوامة، وكثرة تلك الإعتقادات وقلتها، فإن المقلد ربما كان مقلداً فى
مجرد أن الله تعالى واحد، وربما زاد عليه وكان
مقلد فى ذلك وفى أن صانع العالم قادر عالم.
أعلم انه كلما كان وقوف الإنسان على هذه المطالب أكثر، كان تشويش أمر التقليد عليه أكثر، وذلك لأن الطالب إذا حصل له شعور بهذه المطالب، وحصل له وقوف على هذه المباحث مال إلى العلم، وترك التقليد، فيعثر عليه التقليد،
أما المرتبة الثالثه، وهى مرتبة تقوية الإعتقاد بالدلائل الإقناعية، فمراتب الخلق فيها متفاوتة غير مضبوطة، وأما المرتبة الرابعة : وهى الترقى من الدلائل الإقناعية إلى البراهين القطعية فالأشخاص الذين يكونون واصلين إلى هذه الدرجة يكونون فى غاية القلة، ونهاية الندرة، لأن ذلك يتوقف على معرفة شرائط البراهين، واستعمالها فى المطالب


الصفحة التالية
Icon