المقام الثالث : الموالا :
قوله تعالى :(عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : وهاهنا نكت :
الأولى : حكم أن مولى المؤمنين هو : الله، وجبريل، وصالح المؤمنين.
ثم اسقط شركة جبريل والمؤمنين فقال :(اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ).
وقال فى حق الكافرين :(مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ)
ثم قال :(لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ).
فمن كان الله مولاه فلا يذل ولايخزى، ومن كان المؤمنين مولاه فلا يضيع ولايشقى.
قال الكفار لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم أحد : لنا عزى ولا عزى لكم فقال عمر رضي الله عنه "لنا مولى ولا مولى لكم " فنزل على وفق قوله :
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ).
الثانية : أن الله تعالى سمى النار مولى الكافرين فقال :
( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ). وإنما سمى النار مولاهم لأنها لا تترك إعانتهم.
الثالثة : قال بعضهم : من كان ربه مولاه لا يعذب ومن كان ناصره مولاه لايغلب، ومن كان هاديه مولاه لا يضل، ومن كان ربه مغنيه لايشقى، ومن كان ربه مولاه لا يضيع ولا يحتاج إلى أحد.
المقام الرابع : الصلاة : قال الله تعالى :(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ).


الصفحة التالية
Icon