الثالثة : سئل واحد عن القلب السليم فقال : هوالذى دينه بلا شك، ومذهبه بلا هوى، وعمله بلا رياء، وبدنه بلا خصم.
المقام الثامن : فى الأذى :
يدل عليه قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ).
أعلم أن الله تعالى نهى عن إيذاء المؤمن كما نهى عن إيذاء نفسه وإذاء رسوله، ثم أكد ذلك فقال :(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ).
وقال :(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
وقال عليه الصلاة والسلام :"المؤمنون قوم بررة، هم المتحابون المتبازلون. والمنافقون قوم فجرة. هم المتقاطعون المتدابرون ".
وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضى الله عنها :"إن الله يبغض الفاحش والمتفحش".
وفيه نكت :
الأولى : قال الله تعالى :(وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ). ولم يقل ويلعنونهم ويؤذونهم.
الثانية : قال عليه الصلاة والسلام " إن الله رفيق يحب الرفقاء ".
الثالثة : عاتب الله نوحاً حين دعا على قومه بالهلاك فقال :( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ). ولم يقل : أعداء بعض.
وقال ابن عمر رضى الله عنه :" إذا لعن العبد دابة تقول الدابة : لعن الله أعصانا لربه "
الرابعة : قال تعالى لرسوله :(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ).