وهو حكيم لا يفعل ذلك.
وإذا عرفت هذا فنقول : الله تعالى لما جعل المؤمنين شهود الوحدانية، فلو أظهر ذنبهم ومعصيتهم يوم القيامة كانت شهادتهم مردودة وذلك لا يليق بحكمة الحكيم. فلما جعلهم فى هذه الآية شهوداً على وحدانيته دل ذلك على أنه تعالى لا يظهر قبح فعلهم يوم القيامة، اللهم حقق رجاءنا بكرمك.
الثانى : أنه ليس المقصود من ذكر شهادة الملآئكة والمؤمنين توقيف هذا المطلوب على شهادتهم، بل المقصود شهادة الله لهم بأنهم موافقون الله فى كل ما وصل اليهم من نهيه وأمره وخبره، والمقصود إظهار شرفهم فى كونهم موافقين لله تعالى فى هذه الشهادة، لا توقيف المطلوب على شهادتهم.
السؤال الرابع :
ما الحكمة من تكرير لا إله إلا الله فى ( شهد الله ). الآية ؟
والجواب من وجوه :
الأول : أن المقصود من التكرير التنبيه على أن الإنسان يجب أن يكون مواظباً على ذكر هذه الكلمة فى أكثر أوقات عمره.
الثانى : أنه لما حصلت هذه الكلمة أول الآية آخرها صار ذلك تنبيهاً على أنه يجب على العاقل أن يجعل هذه الكلمة مذكورة فى أول عمره آخرة، حتى يكون فى الدنيا سعيداً، وفى لآخرة حميداً.
الثالث : أن إحدى هاتين الشهادتين كانت قبل خلق الخلائق، والثانية بعد خلقهم.
الرابع : أنه ذكر إحدى هاتين الشهادتين عن نفسه، والأخرى عن خلقه.
* * *


الصفحة التالية
Icon