ولما كانت معرفة الخلق بهذه الأمور الظاهرة الجليلة بلغت حداً من الصعوبة إلى هذا الحد فما ظنك بمعرفتهم بمن تقدس عن مناسبات العقول والأفكار، وتنزه عن مشابهات الخيلات والأنظار.
* * *
الحجة الثالثة :
العقل لا يتصرف إلا فيما يكون فى زمان أو مكان، لأن كل ما أدركه فإنه يدركه فى الماضى أو فى المستقبل أو فى الحال، وكل ذلك تحت الزمان، وكل ما يتصوره فإنه إنما يتصوره إما هاهنا أو هناك، وكل ذلك بحسب المكان، وإذا قلت : الحق سبحانه بخلاف هذه الأشياء فمعرفته هذه المعرفة ليس إلا نفى ما عرفته وتصورته. فالحاصل فيه نفى غير الحق، ونفى غير الحق لا يكون هو عين وجدان الحق.
" تم الكتاب بحمد الله تعالى "


Icon