الرابع : أن سليمان لو افتقر فى هذا الغرض إلى آصف لاقتضى قصور سليمان فى عين الخلق.
الخامس : ان سليمان قال :(هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ).
وظاهره يقتضى أن يكون ذلك المعجز قد أظهره الله تعالى بدعاء سليمان..
فهذا مايتعلق باشتغال سليمان عليه السلام بتقرير التوحيد والنبوة، والله اعلم.
واعلم أن عيسى عليه السلام أول ما تكلم شرح أمر التوحيد، فقال :(انى عبد الله ). وشهادة حاله دالة على صدق مقالته، وهذه الكلمة الواحدة كانت جامعة لكل المقاصد.
أما دلالتها على التوحيد فإن إنطاق الطفل فى زمان الطفولية لا يتأتى إلا من الإله القادر على كل المقدورات.
وأما دلالتها على النبوة ففى دلالتها على
براءة امه من طعن اليهود : فإنه لايليق بحكمة الحكيم تخصيص ولد الزنا بهذه الرتبة العالية والدرجة الشريفه.. ثم إنه عليه السلام بعد هذه الكلمة الوافية بتقرير كل الأغراض انتقل إلى بيان الشرائع فقال :(آتانى الكتاب وجعلنى نبيا).
وأما محمد ﷺ فاعلم أن اشتغاله بتقرير دلائل التوحيد


الصفحة التالية
Icon