الثانية : روى أن يوسف عليه السلام أراد أن يتخذ وزيراً، فجاءه جبريل عه السلام فقال : أن الله يأمرك أن تتخذ فلاً وزيراً لك.
فنظر إليه يوسف عليه السلام، وكان [الرجل] فى غاية الدناءة، فسأل جيريل عن السبب، فقال : إن له عليك حق الشهادة، إنه هو الذى شهد (إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ ). الآية. والإشارة : أن من شهد لمخلوق وجد وزارته فى الدنيا، فمن شهد لله بالتوحيد والحلال كيف لا يجد معرفته ورحمته فى العقبى ؟
الثالثة : فى الحديث :" إن لله ملآئكة يؤمنون عند تأمين الإمام، فمن وافق تأمينه تأمين الملآئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ". والإشارة.. أن من وافق تأمينه تأمين الملآئك ة مرة سار مغفوراً له، فمن وافقت شهادته بوحدانية الله شهادة الله الف مرة أولى أن يصير مغفوراً له.
الرابعة : أنه سبحانه سماك وقت التخليق مختاراً فقال ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ).
أى مختاراً له، لا أنه اثبت ألخيار للعبد، وفى موضع الذنب [سماه ] جاهلاً فقال :(إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا). وفى موضع الرزق [ سماه] دابة [فقال] :(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا).
وفى وقت الطاعة [سماه ] أجيراً :
(فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) وعند الشهادةعالم (وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ). ثم إن العلم أفضل الدرجات :(وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).
والغرض منه : التنبيه على الدرجات. فأنت من حيث أنى خلقتك