لمن أشرك فى عمله أحدا :"خذ أجرك ممن عملت له " وعن النبى ﷺ أن الله يقول : أنا أغنى الأغنياء عن الشرك : من عمل عملاً أشرك فيه غيرى، تركت نصيبى لشريكى ".
والجواب عن الحجة الأولى : أنها محمولة على ما إذا أتى بالعمل لغرض الدنيا فقط.
والجواب عن الثانية : أن لفظ الشرك محمول على تساوى الداعين، وقد بينا أنه عند التساوى فيحيط كل واحد منهما الآخر.
إذا عرفت هذه المقدمة فنقول : كلمة لا إله إلا الله، مسماة بكلمة الإخلاص، وذلك أن الأصل فى هذه الكلمة عمل القلب، وهوكون الإنسان عارفاً بقلبه وحدانية الله تعالى، وهذه المعرفة الحاصلة بالقلب مستحيل أن ياتى بهالغرض آخر سوى طاعة الله وحبه وعبوديته، فهذه المعرفة إن طلبت ظلت لوجه الله تعالى، لا لغرض آخر ألبتة، بخلاف سائر الطاعات البدنية، فإنها كما يؤتى بها لتعظيم الله، قد يؤتى بها لسائر الأغراض العاجلة من الدنيا، وطلب المدح والثناء، فلهذا السبب سميت هذه الكلمة الإخلاص.
* * *
الاسم الثانى لهذه الكلمة "كلمة الإحسان" :
ويدل على صحة هذه التسمية القرآن والخبر والمعقول، أما القرآن فآيات :
إحداها قوله تعالى :(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ). قال المفسرون المراد من قوله (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ ) : هل جزاء الإيمان. والتحقيق فيه : أن عليك عهد العبودية، وعلى كرمه عهد الربوبية، كما قال


الصفحة التالية
Icon