الاسم السادس عشر "كلمة الاستقامة" :
قال الله تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) : قال أبن مسعود رضى الله عنه : المراد من قوله تعالى (استقاموا ) هو قوله لا إله إلا الله.
وذلك لأن قولهم :(ربنا الله ) إقرار بوجود الرب، ثم أن المقرين بذلك من أثبت له نداً أو شريك.
فالذين نفوا الشركاء والأضداد هم الذين اسقاموا على النهج القويم والصراط المستقيم.
واعلم أن السلامة فى القيامة بقدر الاستقامة فى نفى الشركاء. فمن الناس من أنكر الوحدانية، وهو الشرك الظاهر، والاستقامة فى الدين لا تحصل إلا بنفى الشركاء، كما قال تعالى :(فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ).
ومنهم من أقر بالوحدانية فى الظاهر، إلا أنه يقول قولاً يهدم بذلك التوحيد، مثل أن يضيف السعادة والنحوسة إلى الكواكب، ويضيف الصحة والمرض إلى الدواء والغذاء، ويضيف الفعل إلى العبد على سبيل الاستقلال فكل ذلك يبطل الاستقامة فى معرفة الحق سبحانه وتعالى :
ومنهم من ترك كل ذلك، ولكنه قد يطيع النفس والشهوة فى بعض الأفعال، وإليه الإشارة بقوله :(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ).
وهذا النوع من الشرك هو المسمى بالشرك الخفى، وهو المراد من قوله تعالى حكاية عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام :( واجعلنا مسلمين لك ).


الصفحة التالية
Icon