الرابع : اللص إذا رأى السراج فى البيت مستوقداً لايقصد ذلك البيت للسرقة، والله تعالى أوقد سراج المعرفة فى قلبك، فكيف يقدر لص الشيطان من القرب منك.
الخامس : المجوس أوقدوا ناراً لا يريدون إطفاءها والملك القدوس أوقد نار المعرفة والمحبة فى قلبك فكيف يرضى بإطفائها و إبطالها.
السادس : من أراد أن يستوقد سراجاً إحتاج إلى سبعة أشياء :
إلى زناد، وحجر، وحراق، وكبريت، ومسرجة، وفتيلة، ودهن، والعبد إذا طلب أن يوقد سراج المعرفة فلا بد من زناد الجهد (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ).
وحجر التضرع :(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً).
وأما الحراق فهو إحراق النفس بمنعها من شهوتها قال تعالى :(وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى).
والرابع كبريت الإنابة (وأنيبوا إلى ربكم ).
والخامس : مسرجة الصبر (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ).
والسادس : فتيلة الشكر ( وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).
والسابع : دهن الرضاء بقضاء ربك قال تعالى (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ).
وقال عليه السلام "الرضا بالقضاء باب الله الأعظم ".
فهذة الحرفة متعلقة بك فى حفظ عهد العبودية وإذا وفيت بعهد العبودية وهو أولى أن يفى بعهد الربوبية كما قال تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ).
فتحفظ هذه المعرفة فى قلبك، وهذا الذكر فى لسانك واجعلها نوراً باقياً معك فى القبر والظلمات والقيامة...