فأصبحا فأتياه فأسلما ووضعا أيديهما في يده وحسن إسلامهما، فضرب الله شأن هذين المنافقين الخارجين مثلا للمنافقين الذين بالمدينة وكان المنافقون إذا حضروا مجلس النَّبِيّ ﷺ جعلوا أصابعهم في آذانهم فرقا من كلام
النبي ﷺ أن ينزل فيهم شيء أو يذكر بشيء فيقتلوا كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابعهما في آذانهما ﴿كلما أضاء لهم مشوا فيه﴾ فإذا كثرت أموالهم وولدهم وأصابوا غنيمة وفتحا ﴿مشوا فيه﴾ وقالوا : إن دين محمد حينئذ صدق : واستقاموا عليه كما كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء بهما البرق ﴿وإذا أظلم عليهم قاموا﴾ فكانوا إذا هلكت أموالهم وولدهم وأصابهم البلاء قالوا هذا من أجل دين محمد وارتدوا كفارا كما كان ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ﴿كمثل الذي استوقد﴾