فاقعد فكل، فقعد فأكلا منها جميعا، فبينما هو يحدثه إذ ذكر أصحابه فأخبره خبرهم فقال : كانوا ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك ستبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله ﷺ يا سلمان هم من أهل النار فاشتد ذلك على سلمان وقد كان قال له سلمان : لو أدركوك صدقوك واتبعوك، فأنزل الله هذه الآية ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر﴾.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال سأل سلمان الفارسي النَّبِيّ ﷺ عن أولئك النصارى وما رأى أعمالهم قال : لم يموتوا على الإسلام، قال سلمان : فأظلمت علي الأرض وذكرت اجتهادهم فنزلت هذه الآية ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا﴾ فدعا سلمان فقال : نزلت هذه الآية في أصحابك ثم قال : من مات على دين عيسى قبل أن يسمع بي فهو على خير ومن سمع بي ولم يؤمن فقد هلك.
وأخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ، وَابن جَرِير، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا﴾ الآية، قال : فأنزل الله بعد هذا (ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)


الصفحة التالية
Icon