القرآن أحسن نعت فقال ﴿وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا﴾
قال : الحسن والهون في كلام العرب : اللين والسكينة والوقار ﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾ قال : حلماء لا يجهلون وان جهل عليهم حلموا، يصاحبون عباد الله نهارهم مما تسمعون، ثم ذكر ليلهم خير ليل قال ﴿والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما﴾ ينتصبون لله على أقدامهم ويفترشون وجوههم سجدا لربهم تجري دموعهم على خدودهم خوفا من ربهم، قال الحسن : لأمر ما سهر ليلهم ولأمر ما خشع نهارهم ﴿والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما﴾ قال : كل شيء يصيب ابن آدم لم يدم عليه فليس بغرام انما الغرام اللازم له ما دامت السموات والأرض قال : صدق القوم، والله الذي لا إله إلا هو فعلموا ولم يتمنوا، فاياكم وهذه الاماني يرحمكم الله فان الله لم يعط عبد بالمنية خيرا في الدنيا والآخرة قط، وكان يقول : يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ﷺ في قوله {إن عذابها كان غراما. قال : الدائم".