﴿العزيز الرحيم﴾ فهو ما هلك ممن مضى من الامم يقول ﴿عزيز﴾ حين انتقم من أعدائه ﴿رحيم﴾ بالمؤمنين حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه.
- قوله تعالى : وإذ نادى ربك موسى أن إئت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون * قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلي هارون * ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا
معكم مستمعون * فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بني إسرائيل * قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين * وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين * قال فعلتها إذا وأنا من الضالين * ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين * وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل * قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون * قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين * قال أولو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين * قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم * فجمع السحرة لميقات يوم معلوم * وقيل للناس هل أنتم مجتمعون * لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين * فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئنا لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين * قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون * فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون * فألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون * قال أآمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحرفلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من
خلاف ولأصلبنكم أجمعين * قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون * إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا إن كنا أول المؤمنين.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه ﴿وإذ نادى ربك موسى﴾ قال : حين نودي من جانب الطور الايمن.
وأخرج الفريابي، وَابن أبي شيبه، وَابن جَرِير، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ولهم علي ذنب﴾ قال : قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله ﴿وفعلت فعلتك التي فعلت﴾ قال : قتل النفس ايضا، وفي قوله ﴿فعلتها إذا وأنا من الضالين﴾ قال : من الجاهلين.
وأخرج عبد الرزاق، وعَبد بن حُمَيد، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ولهم علي ذنب﴾ قال : قتل النفس، وفي قوله ﴿ألم نربك فينا وليدا﴾ قال : التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا ﴿وفعلت فعلتك التي فعلت﴾ قال : قتلت النفس التي قتلت ﴿وأنت من الكافرين﴾ قال : فتبرأ من ذلك نبي الله قال :﴿فعلتها إذا وأنا من الضالين﴾ قال : من الجاهلين، قال : وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من


الصفحة التالية
Icon