مصر أحرقت القبط وتركت بني اسرائيل فدعا السحرة والكهنة والعافة والزجرة، وهم العافة الذين يزجرون الطير فسألهم عن رؤياه فقالوا له : يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو اسرائيل منه - يعنون بيت المقدس - رجل يكون على وجهه هلاك مصر، فأمر بني اسرائيل ان لا يولد لهم ولد إلا ذبحوه ولا يولد لهم
جارية إلا تركت وقال للقبط : انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا فادخلوهم واجعلوا بني اسرائيل يلون تلك الاعمال القذرة فجعلوا بني اسرائيل في أعمال غلمانهم، فذلك حين يقول ﴿إن فرعون علا في الأرض﴾ يقول : تجبر في الأرض ﴿وجعل أهلها شيعا﴾ يعني بني اسرائيل ﴿يستضعف طائفة منهم﴾ حين جعلهم في الاعمال القذرة وجعل لا يولد لبني اسرائيل مولود إلا ذبح فلا يكبر صغير، وقذف الله في مشيخة بني اسرائيل الموت فأسرع فيهم، فدخل رؤوس القبط على فرعون فكلموه فقالوا : ان هؤلاء القوم قد وقع فيهم الموت فيوشك ان يقع العمل على غلماننا تذبح أبناءهم فلا يبلغ الصغار فيعينون الكبار فلو انك كنت تبقى من أولادهم، فأمر ان يذبحوا سنة ويتركوا سنة فلما كان في السنة التي لا يذبحون