يستق إلا دلوا واحدا حتى رويت الغنم، فرجعت+ المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه وتولى موسى عليه السلام إلى الظل ﴿فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ قال :﴿فجاءته إحداهما تمشي على استحياء﴾ واضعه ثوبها على وجهها ليست بسلفع من الناس خراجة ولاجة ﴿قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا﴾ فقام معها موسى عليه السلام فقال لها : امشي خلفي وانعتي لي الطريق فاني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف جسدك، فلما انتهى إلى أبيها قص عليه فقالت احداهما ﴿يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين﴾ قال : يا بنية ما علمك بأمانته وقوته قالت : أما قوته، فرفعه الحجر ولا يطيقه إلا عشرة رجال وأما أمانته فقال : امشي خلفي وانعتي لي الطريق فاني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك، فزاده ذلك رغبة فيه فقال ﴿إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين﴾ إلى قوله ﴿ستجدني إن شاء الله من الصالحين﴾ أي في حسن الصحبة والوفاء بما قلت قال موسى عليه السلام ﴿ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي﴾ قال : نعم، ﴿قال الله على ما نقول وكيل﴾ فزوجه وأقام معه يكفيه ويعمل له في رعاية غنمه وما يحتاج اليه وزوجه صفورا


الصفحة التالية
Icon