الحمامة فاسلمت، فقلت له ذات يوم : يا رسول الله أي قوم النصارى قال : لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم قلت في نفسي : أنا - والله - أحبهم، قال : وذاك حين بعث السرايا وجرد السيف، فسرية تخرج وسرية تدخل والسيف يقطر قلت : يحدث بي الآن اني أحبهم فيبعث الي فيضرب عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال : يا سلمان أجب رسول الله قلت : هذا - والله - الذي كنت أحذر قلت : نعم، اذهب حتى ألحقك قال : لا والله حتى تجيء وأنا أحدث نفسي ان لو ذهب فافر، فانطلق بي حتى انتهيت اليه فلما رآني تبسم وقال لي : يا سلمان ابشر فقد فرج الله عنك ثم تلا على هؤلاء الآيات ﴿الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون﴾ إلى قوله ﴿لا نبتغي الجاهلين﴾ قلت : يا رسول الله - والذي بعثك بالحق - سمعته يقول : لو أدركته فامرني ان أقع في النار لوقعتها انه نبي لا يقول إلا حقا ولا يأمر إلا بالحق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون﴾ قال : نزلت في عبد الله بن سلام لما أسلم احب ان يخبر النَّبِيّ ﷺ بعظمته في اليهود ومنزلته فيهم وقد ستر بينه وبينهم سترا فكلمهم ودعاهم فابوا فقال : أخبروني عن عبد الله بن سلام كيف هو فيكم قالوا : ذاك سيدنا وأعلمنا قال : أرأيتم ان آمن بي وصدقني


الصفحة التالية
Icon