وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما ذهب
مغاضبا فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت : إلهي من البيوت أخرجتني ومن رؤوس الجبال أنزلتني وفي البلاد سيرتني وفي البحر قذفتني وفي بطن الحوت سجنتني فما تعرف مني عملا صالحا تروح به عني، قالت الملائكة عليهم السلام : ربنا صوت معروف من مكان غربة فقال لهم الرب : ذاك عبدي يونس قال الله ﴿فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون﴾ وكان في بطن الحوت أربعين يوما فنبذه الله ﴿بالعراء وهو سقيم﴾ وأنبت ﴿عليه شجرة من يقطين﴾ قال : اليقطين الدباء فاستظل بظلها وأكل من قرعها وشرب من أصلها ما شاء الله، ثم أن الله تعالى أيبسها وذهب ما كان فيها فحزن يونس عليه السلام فأوحى الله إليه : حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب فصرف عنهم ثم ذهبت مغاضبا.
وأخرج أحمد في الزهد، وعَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن حميد بن هلال قال : كان يونس عليه السلام يدعو قومه فيأبون عليه فإذا خلا دعا الله لهم بالخير وقد بعثوا عليه عينا فلما أعيوه دعا الله عليهم فأتاهم عينهم فقال : ما كنتم صانعين فاصنعوا فقد أتاكم العذاب فقد دعا عليكم فانطلق ولا يشك أنه يسأتيهم العذاب فخرجوا قد ولهوا البهائم عن أولادها فخرجوا تائبين


الصفحة التالية
Icon