العالمين} ﴿أفبهذا الحديث أنتم مدهنون﴾ يقول : تولون أهل الشرك وتجعلون رزقكم قال ابن عباس رضي الله عنهما : سافر النَّبِيّ ﷺ في حر فعطش الناس عطشا شديدا حتى كادت أعناقهم أن تنقطع من العطش فذكر ذلك له قالوا : يا رسول الله لو دعوت الله فسقانا قال لعلي إن دعوت الله فسقاكم لقلتم هذا بنوء كذا وكذا قالوا : يا رسول الله ما هذا بحين أنواء ذهبت حين الأنواء فدعا بماء في مطهرة فتوضأ ثم ركع ركعتين ثم دعا الله فهبت رياح وهاج سحاب ثم أرسلت فمطروا حتى سال الوادي فشربوا وسقوا
دوابهم ثم مر النَّبِيّ ﷺ برجل وهو يغترف بقعب معه من الوادي وهو يقول : نوء كذا وكذا سقطت الغداة قال : نزلت هذه الآية ﴿وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون فلولا إذا بلغت الحلقوم﴾ يقول : النفس ﴿وأنتم حينئذ تنظرون﴾ ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ يقول : الملائكة ﴿ولكن لا تبصرون﴾ يقول : لا تبصرون الملائكة ﴿فلولا﴾ يقول : هلا ﴿إن كنتم غير مدينين﴾ غير محاسبين ﴿ترجعونها﴾ يقول : ترجعوا النفس ﴿إن كنتم صادقين فأما إن كان من المقربين﴾ مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال ﴿فروح﴾ الفرح مثل قوله :(ولا تيأسوامن روح الله) (سورة يوسف الآية ٨٧) ﴿وريحان﴾ الرزق قال ابن عباس : لا تخرج روح المؤمن من بدنه حتى يأكل من ثمار الجنة قبل موته ﴿وجنة نعيم﴾ يقول : حققت له الجنة والآخرة !