وأعرفهم بنورهم الذي يسعى بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم.
وأخرج ابن المبارك، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي أمامة الباهلي أنه قال : أيها الناس إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيد الدود وبيت الضيق إلا ما وسع الله ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فإنكم لفي بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون منه إلى موضع آخر فتغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا وهو المثل الذي ضرب الله في كتابه إلى قوله ولا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير ويقول المنافق للذين آمنوا :﴿انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا﴾ وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال :(يخادعون الله وهو خادعهم) (سورة النساء آية ١٤٢) فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم ﴿فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب﴾ ينادونهم ألم نكن معكم نصلي صلاتكم ونغزو مغازيكم قالوا : بلى إلى قوله :﴿وبئس المصير﴾.