والمنافقات} الآية قال : بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور لهم دليلا إلى الجنة من الله فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا تبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ :﴿انظرونا نقتبس من نوركم﴾ فإنا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون : ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير، وَابن المنذر عن أبي فاختة قال : يجمع الله الخلائق يوم القيامة ويرسل الله على الناس ظلمة فيستغيثون ربهم فيؤتي الله كل مؤمن يومئذ نورا ويؤتي المنافقين نورا فينطلقون جميعا متوجهين إلى الجنة معهم نورهم فبينما هم كذلك إذ طفأ الله نور المنافقين فيترددوهن في الظلمة ويسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم فينادونهم ﴿انظرونا نقتبس من نوركم﴾ ﴿فضرب بينهم بسور له باب باطنه﴾ حيث ذهب المؤمنون فيه الرحمة ومن قبله الجنة ويناديهم المنافقون ألم نكن معكم قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم
وارتبتم فيقول المنافقون بعضهم لبعض : وهم يتسكعون في الظلمة تعالوا نلتمس إلى المؤمنيين سبيلا فيسقطون على هوة فيقول بعضهم لبعض : إن هذا ينفق بكم إلى المؤمنين فيتهافتون فيها


الصفحة التالية
Icon