بعدها من الآيات فأنشأت اليهود تقول : قد اشتاق الرجل إل بلده وبيت أبيه وما لهم حتى تركوا قبلتهم يصلون مرة وجها ومرة وجها آخر وقال رجال من الصحابة : فكيف بمن مات وهو يصلي قبل بيت المقدس وفرح المشركون وقالوا : إن محمد قد التبس عليه أمره ويوشك أن يكون على دينكم فأنزل الله في ذلك هؤلاء الآيات.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لما وجه النَّبِيّ ﷺ قبل المسجد الحرام اختلف الناس فيها فكانوا أصنافا فقال المنافقون : ما بالهم كانوا على قبلة زمانا ثم تركوها وتوجهوا غيرها وقال المسلمون : ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس هل يقبل الله منا ومنهم أم لا وقال اليهود : إن محمدا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن نكون يكون هو صاحبنا الذي ننتظر وقال المشركون من أهل مكة : تحير على محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم وعلم أنكم أهدى منه ويوشك أن يدخل في دينكم فأنزل الله في المنافقين ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ إلى قوله ﴿إلا على الذين هدى الله﴾ وأنزل في الآخرين الآيات بعدها.
وأخرج مالك وأبو داود في ناسخه، وَابن جَرِير والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب أن رسول الله ﷺ صلى بعد أن قدم المدينة