وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عثمان بن عبد الرحمن قال كان رسول الله ﷺ إذا قام يصلي انتظر أمر الله في القبلة وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب فبينا رسول الله ﷺ يصلي الظهر في مسجده قد صلى ركعتين إذ نزل عليه جبريل فأشار له أن صل إلى البيت وصلى جبريل إلى البيت وأنزل الله (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول
وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) (البقرة الآية ١٤٤)، و(وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون) (البقرة الآية ١٤٤) قال : فقال المنافقون : حن محمد إلى أرضه وقومه وقال المشركون : أراد محمد أن يجعلنا له قبلة ويجعلنا له وسيلة وعرف أن ديننا أهدى من دينه، وقال اليهود للمؤمنين : ما صرفكم إلى مكة وترككم به القبلة قبلة موسى ويعقوب والأنبياء والله إن أنتم إلا تفتنون، وقال المؤمنون : لقد ذهب منا قوم ماتوا ما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أو لا قال : فأنزل الله عز وجل في ذلك ﴿سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها﴾ إلى قوله ﴿إن الله بالناس لرؤوف رحيم﴾.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن المنذر عن قتادة في قوله كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص صلت الأنصار حولين قبل قدوم النبي