نحو بيت المقدس فقال لجبريل وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها فقال له
جبريل : إنما أنا عبد مثلك ولا أملك لك شيئا إلا ما أمرت فادع ربك وسله فجعل رسول الله ﷺ يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل فأنزل الله (قد نرى تقلب وجهك في السماء) (البقرة الآية ١٤٤) يقول : إنك تديم النظر إلى السماء للذي سألت (فول وجهك شطر المسجد الحرام) يقول فحول وجهك في الصلاة نحو المسجد الحرام ﴿وحيث ما كنتم﴾ يعني من الأرض (فولوا وجوهكم) في الصلاة (شطره) نحو الكعبة.
وأخرج ابن إسحاق، وَابن جَرِير، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله ﷺ المدينه فأتى رسول الله ﷺ رفاعة بن قيس وقردم بن عمرو وكعب بن الأشرف ونافع بن نافع والحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف والربيع بن أبي الحقيق وكنانة بن أبي الحقيق فقالوا له : يا محمد ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ إلى قوله ﴿إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه﴾ أي ابتلاء واختبارا (وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) (البقرة الآية ١٤٣) أي ثبت الله (وما كان الله ليضيع إيمانكم) يقول :