وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب : قرأت الليلة آية أسهرتني ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب﴾ فقرأها كلها فقال : ما عنى بها فقال بعض القوم : الله أعلم فقال : إني أعلم أن الله أعلم ولكن إنما سألت إن كان عند أحد منكم علم وسمع فيها شيئا أن يخبر بما سمع فسكتوا، فرأني وأنا أهمس قال : قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك، قلت : عنى بها العمل، قال : وما عنى بها العمل قلت : شيء ألقي في روعي فقلته، فتركني وأقبل وهو يفسرها صدقت يا ابن أخي عنى بها العمل ابن آدم أفقر ما يكون إلى جنته إذا كبرت سنه وكثر عياله، وَابن آدم أفقر ما يكون إلى عمله يوم القيامة صدقت يا ابن أخي.
وأخرج ابن جرير، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ضرب الله مثلا حسنا - وكل أمثاله حسن - قال ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات﴾ يقول : صنعه في شبيبته فأصابه الكبر وولده وذريته ضعفاء عند آخر عمره فجاءه إعصار فيه نار فاحترق بستانه فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله ولم يكن عند نسله خير يعودون به عليه فكذلك الكافر يوم القيامة إذا رد إلى الله ليس له خير فيستعتب كما ليس لهذا قوة فيغرس مثل بستانه ولا يجره قدم لنفسه خيرا يعود عليه كما لم يغن عن هذا ولده وحرم أجره عند أفقر ما كان إليه كما