القعدة فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة وإنهم قدموا بعد وقعة أحد وكان أصاب المؤمنين القرح واشتكوا ذلك إلى النَّبِيّ ﷺ واشتد عليهم الذي أصابهم وإن رسول الله ﷺ ندب الناس لينطلقوا معه وقال : إنما ترتحلون الآن فتأتون الحج ولا تقدرون على مثلها حتى عام مقبل، فجاء الشيطان فخوف أولياءه فقال ﴿إن الناس قد جمعوا لكم﴾ فأبى الناس أن يتبعوه فقال : إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد، فانتدب معه أبو بكر وعمر وعلي وعثمان والزبير وسعد وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح، في سبعين رجلا فساروا في طلب أبي سفيان فطلبوه حتى بلغوا الصفراء فأنزل الله ﴿الذين استجابوا لله والرسول﴾ الآية.
وأخرج النسائي، وَابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : لما رجع المشركون عن أحد قالوا : لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم، بئسما صنعتم ارجعوا، فسمع رسول الله ﷺ بذلك فندب المسلمين فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد، أو بئر أبي عنبة