﴿واستغفر الله﴾ أي مما قلت لقتادة ﴿إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم﴾ إلى قوله ﴿ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما﴾ أي أنهم لو استغفروا الله لغفر لهم ﴿ومن يكسب إثما﴾ إلى قوله ﴿فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا﴾ قولهم للبيد ﴿ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك﴾ يعني أسير بن عروة وأصحابه إلى قوله ﴿فسيؤتيه أجرا عظيما﴾، فلما نزل القرآن أتى رسول الله ﷺ بالسلاح فرده إلى رفاعة، قال قتادة : فلما أتيت عمي بالسلاح - وكان شيخا قد عسا في الجاهلية وكنت أرى إسلامه مدخولا - فلما أتيته بالسلاح قال : يا ابن أخي هو في سبيل الله فعرفت أن إسلامه كان صحيحا فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد فأنزل الله (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى) (النساء الآية ١١٥) إلى قوله (ضلالا بعيد) فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر فأخذت رحله فوضعته على رأسها ثم خرجت فرمت به في الأبطح ثم قالت أهديت لي شعر حسان ما كنت تأتيني بخير.
وأخرج ابن سعد عن محمود بن لبيد قال : عدا بشير بن الحارث على علية