فجبهه رسول الله ﷺ جبها شديدا منكرا وقال : بئسما صنعت وبئسما مشيت فيه، فقام قتادة وهو يقول : لوددت أني خرجت من أهلي ومالي وأني لم أكلم رسول الله ﷺ في شيء من أمرهم وما أنا بعائد في شيء من ذلك، فأنزل الله على نبيه في شأنهم ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب﴾ إلى قوله ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم﴾ يعني أسير بن عروة وأصحابه ﴿إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما﴾.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله﴾ إلى قوله ﴿ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله﴾ فيما بين ذلك في طعمة بن أبيرق درعه من حديد التي سرق وقال أصحابه من المؤمنين للنبي ﷺ : اعذره في الناس بلسانك ورموا بالدرع رجلا من يهود بريئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير، وَابن المنذر عن قتادة قال : ذكر لنا أن هذه الآيات أنزلت في شأن طعمة بن أبيرق وفيما هم به النَّبِيّ ﷺ من عذره فبين الله شأن طعمة بن أبيرق ووعظ نبيه ﷺ وحذره أن يكون للخائنين خصيما وكان طعمة بن أبيرق رجلا من الأنصار ثم أحد بني ظفر سرق


الصفحة التالية
Icon