عنده فنظر فإذا هو بطعمة فقال : ضيفي، وَابن عمي فأردت أن تسرقني فأخرجه فمات بحرة بني سليم كافرا وأنزل الله فيه (ومن يشاقق الرسول) (النساء الآية ١١٥) إلى (وساءت مصيرا).
وأخرج سنيد، وَابن جَرِير، وَابن المنذر عن عكرمة قال : استودع رجل من الأنصار طعمة بن أبيرق مشربة له فيها درع فغاب فلما قدم الأنصاري فتح مشربته فلم يجد الدرع فسأل عنها طعمة بن أبيرق فرمى بها رجلا من اليهود يقال له زيد بن السمين فتعلق صاحب الدرع بطعمة في درعه فلما رأى ذلك قومه أتو النَّبِيّ ﷺ فكلموه ليدرأ عنه فهم بذلك فأنزل الله ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس﴾ إلى قوله ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم﴾ يعني طعمة بن أبيرق وقومه ﴿ها أنتم هؤلاء جادلتم﴾ إلى قوله ﴿يكون عليهم وكيلا﴾ محمد ﷺ وقوم طعمة ﴿ثم يرم به بريئا﴾ يعني زيد بن السمين ﴿فقد احتمل بهتانا﴾
طعمة بن أبيرق ﴿ولولا فضل الله عليك ورحمته﴾ لمحمد ﷺ ﴿لهمت طائفة﴾ قوم طعمة (لا خير في كثير) (النساء الآية ١١٤) الآية للناس عامة (ومن يشاقق الرسول) (النساء الآية ١١٥) قال : لما أنزل القرآن في طعمة بن أبيرق لحق بقريش ورجع في دينه ثم عدا على مشربة للحجاج بن علاط البهري فنقبها فسقط عليه حجر فلحج فلما أصبح أخرجوه من مكة فخرج فلقي ركبا من قضاعة فعرض لهم فقال : ابن سبيل منقطع به، فحملوه حتى إذا جن عليه الليل عدا عليهم فسرقهم ثم انطلق