يا أمير المؤمنين إني أرجع إلى المدينة وأنهم سائلي عن عثمان فماذا أقول لهم قال : أخبرهم أن عثمان كان من ﴿الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة، وَابن المنذر من طريق عطاء بن السائب عن محارب بن دثار أن ناسا من أصحاب النَّبِيّ ﷺ شربوا الخمر بالشام فقال لهم يزيد بن أبي سفيان : شربتم الخمر فقالوا : نعم لقول الله ﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا﴾ حتى فرغوا من الآية، فكتب فيهم إلى عمر فكتب إليه إن أتاك كتابي هذا نهارا فلا تنظر بهم الليل وإن أتاك ليلا فلا تنظر بهم النهار حتى تبعث بهم إلي لا يفتنوا عباد الله فبعث بهم إلى عمر فلما قدموا على عمر قال : شربتم الخمر قالوا : نعم، فتلا عليهم ﴿إنما الخمر والميسر﴾ إلى آخر الآية، قالوا : اقرأ التي بعدها ﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا﴾ قال : فشاور فيهم الناس فقال لعلي : ما ترى قال : أرى أنهم شرعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم فقد أحلوا ما حرم الله وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين فقد افتروا على الله الكذب وقد أخبرنا الله بحد ما يفتري به


الصفحة التالية
Icon