الرجل : لقد تعمدت رميه وما أردت قتله، قال عمر : ما أراك إلا قد أشركت بين العمد والخطأ اعمد إلى شاة فاذبحها وتصدق بلحمها وأسق اهابها يعني ادفعه إلى مسكين يجعله سقاء فقمنا من عنده فقلت لصاحبي : أيها الرجل أعظم شعائر الله الله ما درى أمير المؤمنين ما يفتيك حتى شاور صاحبه اعمد إلى ناقتك فانحرها فلعل ذلك، قال قبيصة : وما أذكر الآية في سورة المائدة ﴿يحكم به ذوا عدل منكم﴾ قال : فبلغ عمر مقالتي فلم يفجأنا إلا ومعه الدرة فعلا صاحبي ضربا بها وهو يقول : أقتلت الصيد في الحرم وسفهت الفتيا ثم أقبل علي يضربني فقلت : يا أمير المؤمنين لا أحل لك مني شيئا مما حرم الله عليك، قال : يا قبيصة إني أراك شابا حديث السن فصيح اللسان فسيح الصدر وإنه قد يكون في الرجل تسعة أخلاق صالحة وخلق سيء فيغلب خلقه السيء أخلاقه الصالحة فإياك وعثرات الشباب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران، أن أعرابيا أتى أبا بكر فقال : قتلت صيدا وأنا محرم فما ترى علي من الجزاء فقال أبو بكر لأبي بن كعب وهوجالس عنده : ما ترى فيها فقال الأعرابي : أتيتك وأنت خليفة رسول الله ﷺ أسألك فإذا أنت تسأل غيرك قال أبو بكر : فما تنكر يقول الله ﴿يحكم به ذوا عدل منكم﴾ فشاورت صاحبي حتى إذا