فقال أخرجوا إلى أعلمكم فقالوا : عبد الله ابن صوريا، فخلا به رسول الله ﷺ فناشده بدينه وبما أنعم الله به عليهم وأطعمهم من المن والسلوى وظللهم به من الغمام أتعلم أني رسول الله قال : اللهم نعم وإن القوم ليعرفون ما أعرف وإن
صفتك ونعتك المبين في التوراة ولكنهم حسدوك، قال : فما يمنعك أنت قال : أكره خلاف قومي وعسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم.
وأخرج الطبراني وأبو نعيم والبيهقي عن الفلتان بن عاصم قال : كنا مع النَّبِيّ ﷺ فجاء رجل فقال له النَّبِيّ ﷺ أتقرأ التوراة قال : نعم، قال : والإنجيل قال : نعم، فناشده هل تجدني في التوراة والإنجيل قال : نجد نعتا مثل نعتك ومثل هيئتك ومخرجك وكنا نرجو أن تكون منا فلما خرجت تخوفنا أن تكون هو أنت فنظرنا فإذا ليس أنت هو، قال : ولم ذاك قال : إن معه من أمته سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب وإنما معك نفر يسير، قال : والذي نفسي بيده لأنا هو إنهم لأمتي وإنهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا.
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وغيرهما إلى يهود يثرب وقالوا لهم : سلوهم عن محمد ﷺ فقدموا المدينة فقالوا : أتيناكم لأمر حدث فينا منا غلام يتيم يقول قولا عظيما يزعم