الذي نبذ فيه أبو بكر رضي الله عنه إلى المشركين ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس﴾ فكان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون فلما حرم الله تعالى على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عنهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها فأنزل الله تعالى ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء﴾ فأجل في الآية الأخرى التي تتبعها الجزية ولم تكن تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوضا مما منعهم من موافاة المشركين بتجاراتهم فقال ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر﴾ إلى قوله ﴿صاغرون﴾ فلما أحق ذلك للمسلمين عرفوا أنه قد عوضهم أفضل ما كانوا وجدوا عليه مما كان المشركين يوافون به من التجارة.
وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال القتال قتالان : قتال المشركين حتى يؤمنوا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وقتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله فإذا فاءت أعطيت العدل.
وأخرج ابن أبي شيبة، وَابن جَرِير، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في "سُنَنِه" عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله﴾ الآية، قال : نزلت هذه حين أمر محمد صلى الله عليه وسلم