«مَنْ قَرَا أربعَ آياتٍ من أوّل سورةِ البقرةِ وآية الكرسى وآيتين بعد آية الكرسيّ، وثلاثًا من آخر سورة " البقرة " لم يقربْه، ولا أهلَهُ يومئذٍ شيطانٌ، ولا شيءٌ يكرهه، ولا يُقْرِأَنَّ على مجنون إلا أفاق» سنن الدرمي: فضائل القرآن –: فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي.
ومثل هذا وإن كان موقوفًا على سيدنا "ابن مسعود" - رضي الله عنه - فإنَّه مما لا يقوله الصحابى من عند نفسه؛ لأنَّه من الغيب الذى لا يُعلمُ إلاَّ عن طريق الوحى، ولعل عدم رفع سيدنا " ابن مسعود" - رضي الله عنه - مقالَه هذا الى النبيّ - ﷺ - مخافة أن يكون فى مقاله ما هو على غير يقين من منطوقه، وإن كان على يقين من مضمونه، فحين يقوم فى ظنِّ الصحابيّ مخافة أن يتجاوز المنطوق يروى المضمون ولا يرفع.
وهذا من عظيمِ وروعهم، وصدقهم، وأمانتهم.
وهذا الموقف قد جاء مرفوعا من السيدة عائشة رَضِيَ الله عَنْها الى النبيّ - ﷺ - فى " مسند الفردوس " مثله:
«مَنْ قرَأ من أول البقرة أربع آياتٍ وآية الكرسى والآيتين بعدها والثلاث من آخرها كلأه الله فى أهله وولده وماله ودنياه وآخرته» (١)
وإذا نظرنا ألفينا أنَّ مطلع سورة " البقرة " من أولها إلى آخر قوله - سبحانه وتعالى -:
في هذا الحديث دَِلالة على أنّ (الم) في مفتتح البقرة ليس آية مستقلة كما هو شائع، فيكون عدد آيات سورة البقرة خمسًا وثمانين ومئتين، فقد انفرد العدّ (الكوفيّ) بجعل (الم) آية مستقلة، وليست جزءًا من آية. والمدنيّ والمكي والبصري والشامي لايعدونها، وهذا ما يتفق مع الحديث الموقوف والمرفوع.