وكذلك التعانق بين قوله - سبحانه وتعالى - ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ (البقرة: ٣) فى مطلعها وحديثه عن أحكام الإنفاق فى سبيل الله - عز وجل - صدقة وحديث عن الإقراض فى الآية السابقة على ختمها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ... ﴾ (البقرة: ٢٨٢) فكان فى هذا ضربٌ من التآخى جد بديع مما جعل رد المقطع على المطلع المُنْبئ عن المقصود من الأعظم ردًا جدَّ وثيق، فدلَّ على أنَّ فى ختمها اكتنازًا لمقصودها، وهكذا الشأن فى كلِّ سورِ القرآن الكريم (١)
- - -
تدبر الفروق البيانية بين المعانى الكلية المصرفة فى السور:
تشتمل السبع الطول والمئون على معان كلية مكونة من معان جزئية. هذه المعاني الكلّيّة قد يتشابه بعضها فى سورة مع بعض فى سورة أخرى، لما يتسم به الذكر الحكيم من التصريف، وهذايثْمِرُ فروقًا بيانيَّةً فى بناء آيات تلك المعانى الكلية فِي السّورتين.
وتصريف المعاني فى القرآن الكريمِ وجه من وجوه بلاغة المعجزة كما نص على ذلك الأقدمون (٢)
(٢) - الرماني: النكت في إعجاز القرآن: ١٠١ (ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن – تح: خلف الله وسلام – دار المعارف – مصر