= أن يعمد التحليل للصورة البيانية فى سياق سورة ما إلى أن يبحث عمَّا يناظر هذه الصورة البيانية فى سياقات السور الأخرى، فانَّ هذه المقارنة تكشف عن وجوه كثيرة من حقيقة هذا الشىء المصور، وعن الفروق التركيبية بين الصورتين فيتحقق لنا بذلك العلم بوجه دلالة كلّ صورة على المعنى والغرض المنصوب له الكلام، كمثل علمنا بأمر المعاني فيم تتفق وتختلف وكيف ذلك ومن أين تجتمع وتفترق والعلم بأجناس تلك المعانى وأنواعها مفصلة وبالخاص منها بالسورة وما هو شائع فى غيرها
ومثل هذا العلم يوقف صاحبه على شىء من أسرار بلاغه القرآن الكريم اللطيفة.
وأنت في قراءتك ما كتبه شيخنا في (أمثال سورة النور) تجده قد ناظر تمثيل أعمال الذين كفروا في سورة النور بسراب في قيعة وسيعة بتمثيل أعمالهم في سورة (إبراهيم) - عليه السلام - برماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وبين الفرق بين كلّ وما اقتضى خصوصية المشبه به في كلّ صورة، وعلاقة ذلك بالسياق والغرض المنصوب له البيان في كلّ سورة.
تشبيه أعمال الذين كفروا جاء فى سورة "إبراهيم" - عليه السلام - وفى سورة النور. فى سورة " إبراهيم" شبهت أعمالهم برماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف. وفى سورة (النور) شبهت بسراب بقيعة أو ظلمات فى بحر لجى.
يقول الحق فى سورة (إبراهيم) - عليه السلام -: