"""""" صفحة رقم ١٣٣ """"""
البقرة ١١٦ ١١٨
البقرة :( ١١٦ ) وقالوا اتخذ الله.....
قوله ( وقالوا ) هم اليهود والنصارى وقيل اليهود أي قالوا عزير ابن الله وقيل النصارى أي المسيح ابن الله وقيل هم كفار العرب أي قالوا الملائكة بنات الله وقوله ( سبحانه ) قد تقدم تفسيره وهنا تبرؤ الله تعالى عما نسبوه إليه من اتخاذ الولد وقوله ( بل له ما في السموات والأرض ) رد على القائلين اتخذ ولدا أي بل هو مالك لما في السموات والأرض وهؤلاء القائلون داخلون تحت ملكه والولد من جنس لا من جنسه ولا يكون الولد إلا من جنس الوالد والقانت المطيع الخاضع أي كل من في السموات والأرض مطيعون له خاضعون لعظمته خاشعون لجلاله والقنوت في أصل اللغة أصله القيام قال الزجاج فالخلق قانت أي قائمون بالعبودية إما إقرارا وإما أن يكونوا على خلاف ذلك فاثر الصنعة بين عليهم وقيل أصله الطائعين ومنه ) والقانتين والقانتات ( وقيل السكون ومنه قوله ) وقوموا لله قانتين ( ولهذا قال زيد بن أرقم كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت ) وقوموا لله قانتين ( فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام وقيل القنوت الصلاة ومنه قول الشاعر قانتا لله يتلو كتبه
وعلى عمد من الناس اعتزل
والأولى أن القنوت لفظ مشترك بين معان كثيرة قيل هي ثلاثة عشر معنى وهي مبينة وقد نظمها بعض أهل العلم كما أوضحت ذلك في شرحي على المنتقى
البقرة :( ١١٧ ) بديع السماوات والأرض.....
وبديع فعيل للمبالغة وهو خبر مبتدأ محذوف أي هو مبدع سمواته وارضه أبدع الشيء أنشأه لا عن مثال وكل من أنشا ما لم يسبق قيل له مبدع وقوله ) وإذا قضى أمرا ( أي أحكمه وأتقنه قال الأزهري قضى في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامة قيل هو مشترك بين معان يقال قضى بمعنى خلق ومنه ) فقضاهن سبع سماوات ( وبمعنى أعلم ومنه ) وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ( وبمعنى أمر ومنه ) وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ( وبمعنى ألزم ومنه قضى عليه القاضي وبمعنى أوفاه ومنه ) فلما قضى موسى الأجل ( وبمعنى أراد ومنه ) فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ( والأمر واحد الأمور وقد ورد في القرآن على أربعة عشر معنى الأول الدين ومنه ) حتى جاء الحق وظهر أمر الله ( الثاني بمعنى القول ومنه ) فإذا جاء أمرنا ( الثالث العذاب ومنه ولما قضى العذاب الرابع عيسى ومنه ) فإذا قضى أمرا ( أي أوجد عيسى عليه السلام الخامس القتل ومنه ) فإذا جاء أمر الله ( السادس فتح مكة ومنه ) فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ( السابع قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير ومنه ) فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ( والثامن القيامة ومنه ) أتى أمر الله ( التاسع القضاء ومنه ) يدبر الأمر ( العاشر الوحي ومنه ) يتنزل الأمر بينهن ( الحادي عشر أمر الخلائق ومنه ) ألا إلى الله تصير الأمور ( الثاني عشر النصر ومنه ) هل لنا من الأمر من شيء ( والثالث عشر الذنب ومنه ) فذاقت وبال أمرها (


الصفحة التالية
Icon