"""""" صفحة رقم ٢٩ """"""
ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأهل السنن والحاكم وصححه عن حذيفة قال ( صليت مع رسول الله ( ﷺ ) ليلة من رمضان فافتتح البقرة فقلت يصلي بها في ركعة ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها مترسلا ) الحديث وأخرج أحمد وابن الضريس والبيهقي عن عائشة قالت ( كنت أقوم مع رسول الله ( ﷺ ) في الليل فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء ) وأخرج أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي والبيهقي عن عوف بن مالك الأشجعي قال ( قمت مع رسول الله ( ﷺ ) ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف ) الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
البقرة ١البقرة :( ١ ) الم
) الم ( قال القرطبي في تفسيره اختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السور فقال الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين هي سر الله في القرآن ولله في كل كتاب من كتبه سر فهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه ولا نحب أن نتكلم فيها ولكن نؤمن بها وتمد كما جاءت وروى هذا القول عن أبي بكر الصديق وعلي ابن أبي طالب قال وذكر أبو الليث السمرقندي عن عمر وعثمان وابن مسعود أنهم قالوا الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر وقال أبو حاتم لم نجد الحروف في القرآن إلا في أوائل السور ولا ندري ما أراد الله عز وجل قال وقال جمع من العلماء كثير بل نحب أن نتكم فيها ونلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها واختلفوا في ذلك على أقوال عديدة فروى عن ابن عباس وعلي أيضا أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه منها وقال قطرب والفراء وغيرهما هي إشارة إلى حروف الهجاء أعلم الله بها العرب حين تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هي التي بناء كلامهم عليها ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم إذ لم يخرج عن كلامهم قال قطرب كان ينفرون عند استماع القرآن فلا نزل الم والمص استنكروا هذا اللفظ فلما أنصتوا له ( ﷺ ) أقبل عليهم بالقرآن المؤتلف ليثبته في أسماعهم وآذانهم ويقيم الحجة عليهم وقال قوم روى أن المشركين لما أعرضوا عن القرآن بمكة ) وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ( فأنزلها استغربوها فيفتحون أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة وقال جماعة هي حروف دالة على أسماء أخذت منها وحذفت بقيتها كقول ابن عباس وغيره الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد وذهب إلى هذا الزجاج فقال أذهب إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معنى وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة كقوله فقلت لها قفي فقالت قاف أي وقفت وفي الحديث ( من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة ) قال شقيق هو أن يقول في اقتل اق كما قال ( ﷺ ) ( كفى بالسيف شا ) أي شافيا وفي نسخة شاهدا وقال زيد بن أسلم هي أسماء للسور وقال الكلبي هي أقسام أقسم الله بها لشرفها وفضلها وهي من أسمائه ومن أدق ما أبرزه المتكلمون في معاني الحروف ما ذكره الزمخشري في الكشاف فإنه قال واعلم أنك إذا تأملت ما أورده الله عز سلطانه في الفواتح من هذه الأسماء وجدتها نصف أسامي حروف المعجم أربعة عشر سواء وهي الألف واللام والميم والصاد والراد والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف بيان ذلك أن فيها من المهموسة نصفها الصاد والكاف والهاء والسين والحاء ومن المجهورة نصفها الألف واللام والميم والراء والعين والطاء والقاف والياء والنون ومن الشديدة نصفها الألف والكاف والطاء