"""""" صفحة رقم ٣٣٠ """"""
العباد وما ملكوا وقيل المعنى مالك الدنيا والآخرة وقيل الملك هنا النبوة وقيل الغلبة وقيل المال والعبيد والظاهر شموله لما يصدق عليه اسم الملك من غير تخصيص ) تؤتي الملك من تشاء ( أي من تشاء إيتاءه إياه ) وتنزع الملك ممن تشاء ( نزعه منه والمراد بما يؤتيه من الملك وينزعه هو نوع من أنواع ذلك الملك العام قوله ) وتعز من تشاء ( أي في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما يقال عز إذا غلب ومنه ) وعزني في الخطاب ( وقوله ) وتذل من تشاء ( أي في الدنيا وفي الآخرة أو فيهما يقال ذل يذل ذلا إذا غلب وقهر قوله ) بيدك الخير ( تقديم الخبر للتخصيص أي بيدك الخير لا بيد غيرك وذكر الخير دون الشر لأنه الخير بفضل محض بخلاف الشر فإنه يكون جزاء لعمل وصل إليه وقيل لأن كل شر من حيث كونه من قضائه سبحانه هو متضمن للخير فأفعاله كلها خير وقيل إنه حذف كما حذف في قوله ) سرابيل تقيكم الحر ( وأصله بيدك الخير والشر وقيل خص الخير لأن المقام مقام دعاء قوله ) إنك على كل شيء قدير ( تعليل لما سبق وتحقيق له
آل عمران :( ٢٧ ) تولج الليل في.....
قوله ) تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ( أي تدخل ما نقص من أحدهما في الآخر وقيل المعنى تعاقب بينهما ويكون زوال أحدهما ولوجا في الآخر قوله ) وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ( قيل المراد إخراج الحيوان وهو حي من النطفة وهي ميتة واخراج النطفة وهي ميتة من الحيوان وهو حي وقيل المراد إخراج الطائر وهو حي من البيضة وهي ميتة وإخراج البيضة وهي ميتة من الدجاجة وهي حية وقيل المراد إخراج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن قوله ) بغير حساب ( أي بغير تضييق ولا تقتير كما تقول فلان يعطي بغير حساب والباء متعلقة بمحذوف وقع حالا
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله ( ﷺ ) سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فنزلت الآية وأخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال اسم الله الأعظم ) قل اللهم مالك الملك ( إلى قوله ) بغير حساب ( وأخرج ابن أبي الدنيا والطبراني عن معاذ ( أنه شكا إلى النبي ( ﷺ ) دينا عليه فعلمه أن يتلو هذه الآية ثم يقول الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك اللهم أغنني من الفقر واقض عني الدين ) وأخرج الطبراني في الصغير من حديث أنس قال قال رسول الله ( ﷺ ) لمعاذ ( ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك ) فذكره وإسناده جيد وقد تقدم عند تفسير قوله تعالى ) شهد الله أنه لا إله إلا هو ( بعض فضائل هذه الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) تؤتي الملك من تشاء ( قال النبوة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود في قوله ) تولج الليل في النهار ( الآية قال تأخذ الصيف من الشتاء وتاخذ الشتاء من الصيف ) وتخرج الحي من الميت ( تخرج الرجل الحي من النطفة الميتة ) وتخرج الميت من الحي ( تخرج النطفة الميتة من الرجل الحي وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ) تولج الليل في النهار ( قال ما نقص من النهار تجعله في الليل وما نقص من الليل تجعله في النار وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي نحوه وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد نحوه وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك نحوه أيضا وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ) وتخرج الحي من الميت ( قال تخرج النطفة الميتة من الحي ثم تخرج من النطفة بشرا حيا وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة ) وتخرج الحي من الميت ( قال هي البيضة تخرج من


الصفحة التالية
Icon