"""""" صفحة رقم ٣٦١ """"""
له يقال لها سبل لم يكن له مال أحب إليه منها فقال هي صدقة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله تعالى ) لن تنالوا البر ( قال الجنة وأخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون والسدي مثله وأخرج ابن المنذر عن مسروق مثله
آل عمران ٩٣ ٩٥
آل عمران :( ٩٣ ) كل الطعام كان.....
قوله ) كل الطعام ( أي المطعوم والحل مصدر يستوي فيه المفرد والجمع والمذكر والمؤنث وهو الحلال وإسرائيل هو يعقوب كما تقدم تحقيقه ومعنى الآية أن كل المطعومات كانت حلالا لبني يعقوب لم يحرم عليهم شيء منها إلا ما حرم إسرائيل على نفسه وسيأتي بيان ما هو الذي حرمه على نفسه وهذا الاستثناء متصل من اسم كان وقوله ) من قبل أن تنزل التوراة ( متعلق بقوله ) كان حلا ( أي أن كل المطعومات كانت حلالا ) من قبل أن تنزل التوراة ( أي كان ما عدا المستثنى حلالا لهم ) من قبل أن تنزل التوراة ( مشتملة على تحريم ما حرمه عليهم لظلمهم وفيه رد على اليهود لما أنكروا ما قصه الله سبحانه على رسوله ( ﷺ ) من أن سبب ما حرمه الله عليهم هو ظلمهم وبغيهم كما في قوله ) فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ( الآية وقوله ) وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما ( إلى قوله ) ذلك جزيناهم ببغيهم ( وقالوا إنها محرمة على من قبلهم من الأنبياء يريدون بذلك تكذيب ما قصه الله على نبينا ( ﷺ ) في كتابه العزيز ثم أمره الله سبحانه بأن يحاجهم بكتابهم ويجعل بينه وبينهم حكما ما أنزله الله عليهم لا ما أنزله عليه فقال ) قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ( حتى تعلموا صدق ما قصه الله في القرآن من أنه لم يحرم على بني إسرائيل شيء من قبل نزول التوراة إلا ما حرمه يعقوب على نفسه وفي هذا من الإنصاف للخصوم ما لا يقادر قدره ولا يبلغ مداه
آل عمران :( ٩٤ ) فمن افترى على.....
ثم قال ) فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك ( أي من بعد إحضار التوراة وتلاوتها ) فأولئك هم الظالمون ( أي المفرطون في الظلم المتبالغون فيه فإنه لا أظلم ممن حوكم إلى كتابه وما يعتقده شرعا صحيحا ثم جادل من بعد ذلك مفتريا على الله الكذب
آل عمران :( ٩٥ ) قل صدق الله.....
ثم لما كان ما يفترونه من الكذب بعد قيام الحجة عليهم بكتابهم باطلا مدفوعا وكان ما قصه الله سبحانه في القرآن وصدقته التوراة صحيحا صادقا وكان ثبوت هذا الصدق بالبرهان الذي لا يستطيع الخصم دفعه أمر الله سبحانه نبيه ( ﷺ ) بأن ينادى بصدق الله بعد أن سجل عليهم الكذب فقال ) قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم ( أي ملة الإسلام التي أنا عليها وقد تقدم بيان معنى الحنيف وكأنه قال لهم إذا تبين لكم صدقي وصدق ما جئت به فادخلوا في ديني فإن من جملة ما أنزله الله علي ) ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج الترمذي وحسنه عن ابن عباس أن اليهود قالوا للنبي ( ﷺ ) فأخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يسكن البدو فاشتكى عرق النساء فلم يجد شيئا يلائمه إلا تحريم الإبل وألبانها فلذلك


الصفحة التالية
Icon