"""""" صفحة رقم ٣٧١ """"""
النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة ) وأخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن معاوية مرفوعا نحوه وزاد ( كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وأخرج الحاكم عن عبدالله بن عمرو مرفوعا نحوه أيضا وزاد كلها في النار إلاملة واحدة فقيل له ما الواحدة قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) وأخرج ابن ماجه عن عوف بن مالك مرفوعا نحوه وفيه ( فواحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار ) قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة ) وأخرجه أحمد من حديث أنس وفيه ( قيل يا رسول الله من تلك الفرقة قال الجماعة ) وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفي الأمر بالكون في الجماعة والنهى عن الفرقة وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب عن ابن عباس في قوله ( يوم تبيض وجوه ) قال تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدع والضلالة وأخرجه الخطيب والديلمى عن ابن عمر مرفوعا وأخرجه أيضا مرفوعا أبو نصر السجزى في الإبانة عن أبي سعيد وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في الآية قال صاروا فرقتين يوم القيامة يقال لمن أسود وجهه أكفرتم بعد إيمانكم فهو الإيمان الذي كان في صلب آدم حيث كانوا أمة واحدة وأما الذين ابيضت وجوههم فهم الذين استقاموا على إيمانهم وأخلصوا له الدين فبيض الله وجوههم وأدخلوهم في رضوانه وجنته وقد روى غير ذلك
آل عمران ١١٠ ١١٢
آل عمران :( ١١٠ ) كنتم خير أمة.....
قوله ( كنتم خير أمة ) هذا كلام مستأنف يتضمن بيان حال هذه الأمة في الفضل على غيرها من الأمم وكان قيل هي التامة أي وجدتم وخلقتم خير أمة ومثله ما أنشده سيبويه وجيران لنا كانوا كرام
ومنه قوله تعالى ) كيف نكلم من كان في المهد صبيا ( وقوله واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وقال الأخفش يريد أهل أمة أي خير أهل دين وأنشد
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
قيل معناه كنتم في اللوح المحفوظ وقيل كنتم منذ آمنتم وفيه دليل على أن هذه الأمة الإسلامية خير الأمم على الإطلاق وأن هذه الخيرية مشتركة ما بين أول هذه الأمة وآخرها بالنسبة إلى غيرها من الأمم وإن كانت متفاضلة في ذات بينها كما ورد في فضل الصحابة على غيرهم قوله ( أخرجت للناس ) أي أظهرت لهم وقوله ( تأمرون بالمعروف ) إلخ كلام مستأنف يتضمن بيان كونهم خير أمة مع ما يشتمل عليه من أنهم خير أمة ما أقاموا على ذلك واتصفوا به فإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر زال عنهم ذلك ولهذا قال مجاهد إنهم خير أمة على الشرائط المذكورة في الآية وهذا يقتضى أن يكون تأمرون وما بعد في محل نصب على الحال أي كنتم خير أمة حال كونكم آمرين ناهين مؤمنين بالله وبما يجب عليكم الإيمان به من كتابه ورسوله وما شرعه