"""""" صفحة رقم ٣٧٤ """"""
مشتهر عند أهل الفن وأما قوله ويرفع بما ليس جاريا على الفعل فغير مسلم والقائمة المستقيمة العادلة من قولهم أقمت العود فقام أي استقام وقوله ) يتلون ( في محل رفع على أنه صفة ثانية لأمة ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال ) آناء الليل ( ساعاته وهو منصوب على الظرفية وقوله ) وهم يسجدون ( ظاهره أن التلاوة كائنة منهم في حال السجود ولا يصح ذلك إذا كان المراد بهذه الأمة الموصوفة في الآية هم من قد أسلم من أهل الكتاب لأنه قد صح عن النبي ( ﷺ ) النهي عن قراءة القرآن في السجود فلا بد من تأويل هذا الظاهر بأن المراد بقوله ) وهم يسجدون ( وهم يصلون كما قاله الفراء والزجاج وإنما عبر بالسجود عن مجموع الصلاة لما فيه من الخضوع والتذلل وظاهر هذا أنهم يتلون آيات الله في صلاتهم من غير تخصيص لتلك الصلاة بصلاة معينة وقيل المراد بها الصلاة بين العشاءين وقيل صلاة الليل مطلقا
آل عمران :( ١١٤ ) يؤمنون بالله واليوم.....
وقوله ) يؤمنون بالله ( صفة أخرى لأمة أي يؤمنون بالله وكتبه ورسله ورأس ذلك الإيمان بما جاء به محمد ( ﷺ ) وقوله ) ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ( صفتان أيضا لأمة أي أن هذا من شأنهم وصفتهم وظاهره يفيد أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على العموم وقيل المراد بالأمر بالمعروف هنا أمرهم باتباع النبي ( ﷺ ) وبالنهي عن المنكر نهيهم عن مخالفته وقوله ) ويسارعون في الخيرات ( من جملة الصفات أيضا أي يبادرون بها غير متثاقلين عن تأديتها لمعرفتهم بقدر ثوابها وقوله ) وأولئك من الصالحين ( أي من جملتهم وقيل من بمعنى مع أي مع الصالحين وهم الصحابة رضي الله عنهم والظاهر أن المراد كل صالح والإشارة بقوله ) أولئك ( إلى الأمة الموصوفة بتلك الصفات
آل عمران :( ١١٥ ) وما يفعلوا من.....
قوله ) وما تفعلوا من خير ( أي خير كان ) فلن يكفروه ( أي لن تعدموا ثوابه وعداه إلى المفعولين وهو لا يتعدى إلا إلى واحد لأنه ضمنه معنى الحرمان كأنه قيل فلن تحرموه كما قاله صاحب الكشاف قرأ الأعمش وابن وثاب وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالياء التحتية في الفعلين وهي قراءة ابن عباس واختارها أبو عبيد وقرأ الباقون بالمثناة من فوق فيهما وكان أبو عمرو يرى القراءتين جميعا والمراد بالمتقين كل من ثبتت له صفة التقوى وقيل المراد من تقدم ذكره وهم الأمة الموصوفة بتلك الصفة ووضع الظاهر موضع المضمر مدحا لهم ورفعا من شأنهم
آل عمران :( ١١٦ ) إن الذين كفروا.....
وقوله ) إن الذين كفروا ( قيل هم بنو قريظة والنضير قال مقاتل لما ذكر تعالى مؤمني أهل الكتاب ذكر كفارهم في هذه الآية والظاهر أن المراد بذلك كل من كفر بما يجب الإيمان به ومعنى ) لن تغني ( لن تدفع وخص الأولاد لأنهم أحب القرابة وارجاهم لدفع ما ينوبه
آل عمران :( ١١٧ ) مثل ما ينفقون.....
وقوله ) مثل ما ينفقون ( بيان لعدم إغناء أموالهم التي كانوا يعولون عليها والصر البرد الشديد أصله من الصرير الذي هو الصوت فهو صوت الريح الشديد وقال الزجاج صوت لهب النار التي في تلك الريح ومعنى الآية مثل نفقة الكافرين في بطلانها وذهابها وعدم منفعتها كمثل زرع أصابه ريح باردة أو نار فأحرقته أو أهلكته فلم ينتفع أصحابه بشيء منه بعد أن كانوا على طمع من نفعه وفائدته وعلى هذا فلا بد من تقدير في جانب المشبه به فيقال كمثل زرع أصابته ريح فيها صر أو مثل إهلاك ما ينفقون كمثل إهلاك ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم ) وما ظلمهم الله ( أي المنفقين من الكافرين ) ولكن أنفسهم يظلمون ( بالكفر المانع من قبول النفقة التي أنفقوها وتقديم المفعول لرعاية الفواصل لا للتخصيص لأن الكلام في الفعل باعتبار تعلقه بالفاعل لا بالمفعول
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس قال لما أسلم عبدالله بن سلام وثعلبة بن سعيد وأسيد بن سعيد ومن


الصفحة التالية
Icon