"""""" صفحة رقم ٣٨ """"""
الهدى والفلاح المستقل بتميزهم به عن غيرهم بحيث لو انفرد أحدهما لكفى تميزا على حياله وفائدة ضمير الفصل الدلالة على اختصاص المسند إليه بالمسند دون غيره وقد روى السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة أن الذي يؤمنون بالغيب هم المؤمنون من العرب الذين يؤمنون بما أنزل إلى رسول الله ( ﷺ ) وما أنزل إلى من قبله هم والمؤمنون من أهل الكتاب ثم جمع الفريقين فقال ) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( وقد قدمنا الإشارة إلى هذا وإلى ما هو أرجح منه كما هو منقول عن مجاهد وأبي العالية والربيع بن أنس وقتادة وأخرج ابن أبي حاتم من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي ( ﷺ ) قال ( قيل يا رسول الله إنا نقرأ من القرآن فنرجو ونقرأ فنكاد أن نيأس أو كما قال فقال ألا أخبركم عن أهل الجنة وأهل النار قالوا بلى يا رسول الله قال ) الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( إلى قوله ) المفلحون ( هؤلاء أهل الجنة قالوا إنا نرجو أن نكون هؤلاء ثم قال ) إن الذين كفروا سواء عليهم ( إلى قوله ) عظيم ( هؤلاء أهل النار قالوا ألسنا هم يا رسول الله قال أجل )
وقد ورد في فضل هذه الآيات الشريفة أحاديث منها ما أخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند والحاكم والبيهقي عن أبي بن كعب قال ( كنت عند النبي ( ﷺ ) فجاء أعرابي فقال يا نبي الله إن لي أخا وبه وجع فقال وما وجعه قال به لمم قال فائتني به فوضعه بين يديه فعوذه النبي بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وهاتين الآيتين ) وإلهكم إله واحد ( وآية الكرسي وثلاث آيات من آخر سورة البقرة وآية من آل عمران ) شهد الله أنه لا إله إلا هو ( وآية من الأعراف ) إن ربكم الله ( وآخر سورة المؤمنين ) فتعالى الله الملك الحق ( وآية من سورة الجن ) وأنه تعالى جد ربنا ( وعشر آيات من أول الصافات وثلاث آيات من آخر سورة الحشر وقل هو الله أحد والمعوذتين فقام الرجل كأنه لم يشتك قط ) وأخرج نحوه ابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق عبدالرحمن بن أبي يعلى عن رجل عن أبي مثله وأخرج الدارمي وابن الضريس عن ابن مسعود قال من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة وآية الكرسي وآيتين بعد آية الكرسي وثلاثا من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه في أهله ولا ماله ولا تقرأ على مجنون إلا أفاق وأخرج الدارمي وابن المنذر والطبراني عنه قال من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح أربع من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث خواتمها أولها ) لله ما في السماوات ( ) وأخرج سعيد بن منصور والدارمي والبيهقي عن المغيرة بن سبيع وكان من أصحاب عبدالله بن مسعود بنحوه وأخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله ( ﷺ ) ( إذا مات أحدكم فلا تحبسوه واسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة ) وقد ورد في ذلك غير هذا
البقرة ٦ ٧
البقرة :( ٦ ) إن الذين كفروا.....
ذكر سبحانه فريق الشر بعد الفراغ من ذكر فريق الخير قاطعا لهذا الكلام عن الكلام الأول معنونا له بما يفيد أن شأن جنس الكفرة عدم إجداء الإنذار لهم وأنه لا يترتب عليهم ما هو المطلوب منهم من الإيمان وأن وجود ذلك كعدمه وسواء اسم بمعنى الاستواء وصف به كما يوصف بالمصادر والهمزة وأم مجردتان لمعنى


الصفحة التالية
Icon